''اختلفت الدوافع والأسباب وربما انتماءات الأطراف ولكنه نفس المكان، ونفس رائحة الدم، ولكن الهوة شاسعة بين معركة الأمس القريب وفوضى (جمعة تطهير القضاء)، في نفس المكان (محيط ميدان التحرير) وقبل حوالي العامين سقط المئات جرحي وعشرات القتلي في واحدة من أشرف المعارك ضد النظام السابق (موقعة الجمل)، واليوم سقط عشرات الجرحى ومازل العدد في ازدياد في معركة جديدة ربما لا ترقى ولن ترقى لسابقتها.
حوالي 40 مصابًا حتى مساء الجمعة، سقطوا في اشتباكات بين منتمين لجماعة الإخوان المسلمين المطالبين بـ''تطهير القضاء''، وبين معارضين لمظاهرات الإخوان، وإن لم يتضح قطعًا هويتهم السياسية. اللقطات المأخوذة من ''ميدان المعركة'' تبدو شكليًا مقاربة لما كان في ''موقعة الجمل'': متظاهرون، حجارة، خرطوش، قنابل غاز، أمن مركزي، طائرات، إخوان مسلمين، مصابين، جرحى، ولكن ''غابت الخيول والجمال'' شكلًا، وإن حضرت أفعالها.
الشرارة اشتعلت، بحسب بيان لوزارة الداخلية، ''في حوالى الساعة الرابعة مساءً حدثت بعض المناوشات والاشتباكات بين عدد من أنصار التيارات المتعارضة خاصة ًبميدان عبدالمنعم رياض بالقاهرة ومنطقة سيدى جابر بالإسكندرية وأعاقت وصول التعزيزات الأمنية للفصل بين الجانبين''.
وفي محاولة للسيطرة على الموقف الملتهب، أهابت وزارة الداخلية المشاركين في التظاهرات الانسحاب من الشارع حقناً للدماء وحرصاً على عدم سقوط ضحايا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق